نهى حامد عبدالكريم تقديم: أ. د. حامد عمار القاهرة: الدار المصرية اللبنانية، 2009، 240 صفحة
يقع الكتاب فى أربعة فصول كبيرة، تحاول الإجابة على كل الأسئلة المتعلقة بالسياسة التعليمية فى مصر، فصل القرارات التى تخص التعليم يصدرها وزير التعليم أو
يقع الكتاب فى أربعة فصول كبيرة، تحاول الإجابة على كل الأسئلة المتعلقة بالسياسة التعليمية فى مصر، فصل القرارات التى تخص التعليم يصدرها وزير التعليم أو توصل إليها بالمشاركة مع الفنيين؟ هل هذه القرارات وليدة استطلاعات للرأى العام من المعنيين بالسياسة التعليمية؟ كذلك تشير المؤلفة إلى الدور القانونى والدستورى لكل من السلطات المسئولة عن صنع القرار واتخاذه وتطبيقه فى مجال التعليم. يوضِّح د. حامد عمار فى تقديمه للكتاب أن اتخاذ القرار كما يتناوله هذا الكتاب ليس عملية فنية أكاديمية فحسب، وإنما هو قبل هذا وبعده عملية سياسية تتولد من أهداف السلطة ومقاصدها وتوظيفها للنظام التعليمي، ولم تكتف المعالجة بهذه الرؤية النظرية، بل خصصّت جزءاً كبيراً ومهماً من الكتاب للاشتباك مع واقعة محددَّة فى اتخاذ قرار معين، وهو تخفيض عدد سنوات التعليم الابتدائى إلى خمس سنوات بدلاً من ست، وذلك تحت ضغوط الأزمة المالية فى ذلك الحين، ثم عودة السنة الملغاة مرة أخري، وتأثير ذلك على المدرسين والطلاب معًا، وعلى العملية التعليمية برمتها، ورأت المؤلفة أن الأدلة والبراهين التى ساقها د. فتحى سرور كرجل قانون كأسباب للإلغاء أدلة وبراهين قاصرة لا يعتد بها. وانطلاقاً من تردى المستوى العام للتعليم تطرقت الدراسة إلى التراجع عن قرار الإلغاء وصدور قرار بعودة الصف السادس كعلاج أو محاولة للنهوض بالتعليم، وتحسين مستوى الثروة البشرية المصرية وتنميتها بصورة تخدم خطة التنمية القومية. ونظرًا للمردود السلبى الذى أحدثه قرار إلغاء الصف السادس، وهو الإلغاء المفاجئ الذى أدى إلى الكثير من المعارضة قامت المؤلفة بدراسة ميدانية طبقت فيها استبيانات استطلاع الرأى لاكتشاف توجهات آراء العاملين فى المجال التعليمى نحو تجربة الإلغاء، اتضح منها أن: صانع قرار الإلغاء استطاع أن يحيد المؤسسات التربوية، بل ويحصل على موافقتها لتدعيم وتعزيز مركزه وصورته أمام الرأى العام سواء داخل قطاع التعليم أو فى المجتمع المدنى ككل، وأظهر استبيان رأى معلمى الابتدائى والإعدادى أن قرار إلغاء الصف السادس أضر كثيرًا طلاب الدفعة المزدوجة، كما تسبب فى قصور العملية التعليمية والتربوية، وهكذا كان من نتائج مركزية السلطة والتخطيط فى التعليم والانفراد باتخاذ القرارات المصيرية التى تمس حياة الملايين من الطلاب وأسرهم، دون دراسات وافية وتدرج محسوب، أن يستمر الهبوط فى المستوى العام فى المرحلة الإعدادية ويمتد للمرحلة الثانوية.