الشيخ الظواهرى والإصلاح الأزهري
الدكتور محمد الجوادي
القاهرة: مكتبة الشروق الدولية، 2009، 198 صفحة
يجد الكاتب لسيرة الشيخ محمد الأحمدى الظواهرى نفسه فى موقف صعب نسبياً، ذلك أن هذا الشيخ وجد وعاش ونشط فى عهد ثورة مستمرة، وكانت هذه الثورة تتوجه فى كثير
يجد الكاتب لسيرة الشيخ محمد الأحمدى الظواهرى نفسه فى موقف صعب نسبياً، ذلك أن هذا الشيخ وجد وعاش ونشط فى عهد ثورة مستمرة، وكانت هذه الثورة تتوجه فى كثير من الأحيان ضده هو أيضاً.
فالطلاب ومن قبلهم شباب العلماء، بل بعض شيوخهم، يطالبون بخروجه من منصبه حتى يعود شيخ آخر كان قد أخرج من هذا المنصب بعدما بدأ سياسة إصلاحية، وكانت الدعوة للشيخ الآخر طاغية لا تبقى ولا تذر.
وهكــــــذا أصبــــح كل أمل فى إصـــــلاح هنا أو هناك يرتبط تلقائياً مع المطالبة بعـــــودة المراغى إلى مشــــــيخة الأزهــــر وخروج الظواهرى، على الرغم من أن طبــــائع الأمــــور لا تحتمــــل مثل هذا الربط.
ويبدو الظواهرى وكأنه كان من السياسيين الذين يكتفون من المبادئ العامة للمذاهب السياسية بالولاء للحاكم والإخلاص للنظام فحسب، ولهذا فإنه عاش ومات دون أن يقحم نفسه فى خصومة حزبية، أو فى صداقة حزبية كذلك، وكان يرى نفسه أبعد الناس عن هذا كله. وسنجد فى حياة الظواهرى مزيجاً من الجد والتوفيق، ومزيجاً آخر من الحظ والكفاح، ومزيجاً ثالثاً من الإدارة والمواكبة!! لكننا فى كل هذه الأمزجة نحس روحاً فردية لا تخرج عن روح المجتمع، ونحس بنزعة شخصية لا تخرج عن روح المؤسسة ولا عن مجالها فى الفكر والنشاط.