الإعلام القادم
مايو 2009
قد لا يكون عنوان هذا المقال دقيقا مائة فى المائة، فالذى نتوقعه أو يصفه بعضنا بأنه «قادم»، ربما يكون قد وصل فعلا. فضلا عن أنه من الحكمة حين ننظر إلى «قادم» حتى وإن كان لا يزال طيفا فى الأفق، أن ندرك السرعة التى يتحرك بها. خاصة وقد صرنا فى زمن عرف أعشار الثانية، بل ويقيس أحيانا بأصغر من ذلك بكثير. ويكفى لكى نرصد السرعة التى نعني، أن ينظر كل منا وراءه، إلى خبراته الخاصة، ليدرك كم ابتعدت المشاهد والرؤي، كأنما هى صفحات فى كتاب قديم. نحن مثلا من جيل ولد قبل أن يدخل التليفزيون مصر. وأذكر حين بدأ البث فى أوائل الستينيات أن التيار الكهربائى لم يكن قد دخل بلدتى الصغيرة بعد، وأن جهاز التليفزيون الوحيد الذى وصل إلى البلدة كان لابد لتشغيله من مولد كهربائى خاص يعمل بالبترول. فى هذه الأيام كان الاتصال الهاتفى حتى داخل المدينة ذاتها لا يتم الا عن طريق موظف البدالة.رغم ذلك كان أهل بلدتى محظوظين، لأن البريد كان يصلهم يوميا.(هل تذكرون فيلم «البوسطجي»؟).