فـي عام الانتخابات ..مـائة كتاب حـول الرئيس
أكتوبر 2004
في عام الانتخابات الرئاسية ـ وأيضاً التشريعية والمحلية ـ الأمريكية صدر عدد من الكتب يكاد يقترب من المائة عن الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن ـ الرئيس الثاني
المحـتــوي
في عام الانتخابات الرئاسية ـ وأيضاً التشريعية والمحلية ـ الأمريكية صدر عدد من الكتب يكاد يقترب من المائة عن الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن ـ الرئيس الثاني والأربعين للولايات المتحدة منذ استقلالها ـ وعن سياسته وفريق إدارته خلال ولايته الرئاسية. ومن هذه الكتب ما صدر مع بوش، ولكن غالبية هذه الكتب صدرت ضده. واللافت للنظر أن هذه الكتب ـ سواء المؤيدة أو المعارضة للرئيس الأمريكي أو التي وصفت نفسها بالموضوعية أو الحياد ـ ركزت بجانب الرئيس ـ بل أحياناً بدرجة أكبر منه ـ علي المجموعة التي جري علي تسميتها بـ «المحافظين الجدد» NEO - CONSERVATIVES وهي المحيطة بالرئيس والمتنفذة في دوائر الحكم في عهده، وإن كانت بالتأكيد ليست الوحيدة في هذا الوضع.
وسنتناول هنا عدداً محدوداً من هذه الكتب نظراً لعدم إمكانية التعرض لها جميعاً، كما أننا سنتعرض للكتب التي نتناولها بشكل مجمع يركز علي ملاحظات تتصل بالقضايا المطروحة دون تجاهل لشخصية الكاتب وخلفيته أو التقليل من قيمتها وتأثيرها علي مضمون الكتاب. إلا أننا نزعم أن هذه النظرة المجمعة تساهم في التعرف بصورة أفضل علي الأجواء التي توجدها هذه الكتب في عام الانتخابات الرئاسية، وإن كنا نحتفظ لأنفسنا بإبداء ملاحظة ختامية موجزة عن طبيعة هذا التأثير في ختام هذا المقال الذي يجمع بين العرض والتحليل والنقد.
ونبدأ بسرد الكتب التي نتناولها وهي:
كتاب للمحافظين الجدد مؤيد لسياسات بوش في مجملها دون خلوه من انتقادات ذات طابع تكتيكي لها وهو:
Richard Perle & David Frum, An End To Evil : How To Win The War On Terror.ثم كتاب مؤيد لسياسات الرئيس بوش من منطلق محافظ تقليدي ذي نزعة دينية وهو: Peter & Rochelle Schweizer . The Bushes : Portrait Of a Dynasty. والكتاب الثالث نستطيع وصفه بالسعي للتحليل الموضوعي للشخصيات الأساسية في ادارة الرئيس بوش، وتحديداً نائب الرئيس «تشيني»، مستشارة الأمن القومي «رايس»، وزير الخارجية «باول» ونائبـه «ارميتاج»، وزير الدفاع «رامسفيلد» ونائبـه «وولفوتيز»
ولخلفيتها الفكرية وتطور دورها السياسي وصراعاتها وهو:
James Man , Rise Of The Vulcans . USA : Penguin Group, 2004.أما الكتاب الرابع فهو هجوم علي سياسات بوش والمحافظين الجدد من دوائر اليمين التقليدي داخل الحزب الجمهوري، وأعني بها بعض التيارات الموالية فكرياً للرئيس الراحل ريجان مثل أحد مؤلفي الكتاب وهو ستيفن هالبر الذي شغل منصب نائب مساعد وزير الخارجية في عهد ريجان، وعنوان الكتاب هو:
Stefan Halper & Jonathan Clarke . America Alone. USA & UK: Cambridge University Press, 2004 .وكتاب خامـس يهاجـم أيضاً سياسات الرئيس الأمريكي والمحافظين الجدد، ولكن من منطلق شعبوي محافظ، ومؤلفه هو المرشح السابق للحصول علي ترشيح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية عام 1992 Pat Bucchanan واسم الكتاب: Patrick J. Bucchanan . When The Right Went Wrong. Thomas Duane Brothers / St. Martin Press,2004 .أما الكتاب السادس فهو أحد الكتب التي هاجمت الرئيس بوش من شخصيات شغلت مناصب رفيعة في إدارته ثم خرجت منها وهو كتاب Richard Clarke المسئول عن مكافحة الإرهاب في عهد عدة إدارات أمريكية متعاقبة وعنوانه:
Richard A. Clarke, Against All Enemies .وأخيراً، هناك ثلاثة كتب قادمة مما يمكن تسميته طبقاً لتعريف المشهد السياسي الأمريكي بـ «اليسار» ـ تجاوزاً عن التعريف العام علي المستوي العالمي لهذا المفهوم ـ واليسار هنا يعني به التيار الليبرالي الديمقراطي وهي كتب لكاتبين صحفيين وناقد أدبي وهي:
Maureen Dowd , Bushworld . G.P Putnam,s Sons,2004.James Wolcott , Attack Poodles. Miramax Books,2004.Graydon Carter , What We Have Lost. Farrar, Straus & Giroux,2004.وأول ما نشير إليه هو ما نكاد نلحظه في غالبية هذه الكتب أنها تمثل رؤي لمعسكرين لا ثالث لهما، فلا مجال للمنطقة الرمادية، بل اتهام من اليمين لليسار في حالات الدفاع عن إدارة بوش وسياستها، أو من اليسار لليمين في بعض حالات الهجوم علي الإدارة الجمهورية القادمة من الحزب الديمقراطي، أو من الفصائل الليبرالية واليسارية خارج صفوف الحزب الديمقراطي، كذلك فهناك الاتهام المتبادل بين المتشددين Hardliners والمتراخين Softliners داخل صفوف الحزب الجمهوري والدوائر المحافظة الأمريكية. وعلي الجانب الآخر هناك الاتهامات بالتباين بين الجمهوريين التقليديين المخلصين لإنجازات وروح فترتي ولاية الرئيس ريجان وبين المحافظين الجدد المتهمين بمحاولة «تأميم» الريجانية لمصلحتهم وإعادة تفسيرها بما يخدم أطروحاتهم. ونستثني من هذه الثنائية كتاب «كلارك» الي درجة ما بالرغم من انحيازه الواضح لحقبة كلينتون علي حساب حقبة بوش الإبن، وكذلك كتاب بيتر وروشيل شفايزر نسبياً، أيضاً بالرغم من إعادتهما الي إيماءاتهما إلي دور الإيمان بالمسيحية في السياسة مقارنة بغير المؤمنين، وأخيراً كتاب «جيمس مان» بالرغم مما حواه ضمنياً من انتقادات للمجموعة المحيطة بالرئيس الأمريكي.
أما ثاني ملاحظاتنا فتتعلق بحرب العراق وموقعها في الهجوم علي الرئيس أو الدفاع عنه. ففي مقابل النظر للنظام السابق العراقي باعتباره خطرًا محدقًا علي أمن الولايات المتحدة، وإعادة التأكيد علي صلته بالإرهاب العالمي ـ بل وبهجمات 11 سبتمبر 2001 ـ وفي مقدمته تنظيم القاعدة من خلال لقاء بين مسئولي المخابرات العراقية ومحمد عطا قائد عمليات 11 سبتمبر 2001 في العاصمة التشيكية براغ، وتأكيد تطوير ذلك النظام لأسلحة دمار شامل وتهديده لجيرانه ولإمدادات النفط وللنظم الصديقة للولايات المتحدة في المنطقة وفي مقدمتها بالطبع إسرائيل، وذلك حسبما ورد في كتاب «بيرل وفرام»، وأيضاً في مقابل نظرة «بيتر وروشيل شفايزر» لحرب العراق باعتبارها تعبيرًا عن قناعة دينية لدي الرئيس الأمريكي بضرورة الالتزام الأخلاقي بمساعدة المحتاجين لذلك الذين يعانون من القمع، وبالتالي مساعدة الشعب العراقي للتخلص من نظام «شرير»، فإننا نكاد نري اتفاقاً في بقية الكتب