كتاب يسلط ضوءا كاشفا على موضوع يشغل أذهان الجميع الآن وهو الأزمة الاقتصادية العالمية والسر وراء حالة الركود والكساد الاقتصادي، قد يكون أول ما يتبادر إلى ذهن القارئ عند قراءة عنوان هذا الكتاب هى الأموال الرديئة المرتبطة بالتجارات غير المشروعة طبقا لكل قوانين العالم كالمخدرات والرقيق الأبيض وغيرهما ، ولكن كيفين فيليبس المؤلف يشير فى حقيقة الأمر إلى نوع آخر ألا وهو الأموال التى تستنزف من خلال سياسات مالية طائشة ومضللة كما يسمى الأموال المغتصبة بواسطة عوامل سياسية فاشلة يقف وراءها التسيب والإهمال والجهل وسوء النوايا بالأموال الخبيثة ويعتبرها إنتاجا مميتا هدفه تعظيم حجم ودور الرأسمالية الأمريكية من خلال العولمة.  كيفين فيليبس أمريكى الجنسية وهو أحد صناع الاستراتيجيات السابقين بالبيت الأبيض وله مكانة كبيرة ككاتب ومحاضر طوال ثلاثين عاما كتب لمجلتى هاربرز والتايم، تناول فى كتابه من خلال سبعة فصول موضوع النزيف المالى الذى أطلق عليه الأموال الرديئة ويقول المؤلف فى ذلك أن الأموال التى يتم اكتسابها من خلال عمليات الإنتاج الصناعى المباشرة لا يمكن أن تتجاوز أكثر من أربعة وأربعين بالمائة من إجمالى الأرباح أما الباقى فهو نتيجة نشاطات مالية وأعمال سمسرة ووساطة لا علاقة لها بمنظومة الإنتاج والتسويق الرئيسية.  ويفرد فصلا كاملا عن«الكساد العظيم» عام 1932كما يتناول حقبة الستينيات التى عاصرت حرب فيتنام ومما لا يعرفه الكثيرون عن هذه الفترة ظهور القروض البنكية الكبيرة وكروت الائتمان وارتفاع قيمة الرهنيات ، وفى السبعينيات حدث الارتفاع الدرامى فى أسعار النفط وفى الخفاء زادت بشكل مرعب تكلفة العقارات وكان عام1980 هو الأسوأ فى الاستثمار ذى المردود الملموس داخل المصانع ومراكز الإنتاج وأيضا على مستوى السيولة النقدية وتراكمها.
ويؤكد أن الصين أصبحت تشكل تهديدا كما أن البترول الذى دفع الأمريكيون الغالى والرخيص للسيطرة عليه فى العراق والشرق الأوسط يعطى مدخلا لروسيا لممارسة التحرك والضغط باستخدام ماتبقى من تركة الاتحاد السوفيتي، والهند التى تتنامى بسرعة وتشكل خطرا قادما على الطريق وإيران ووسط آسيا كلها عوامل تمثل تهديدا والضباب ينتشر ويقلل من وضوح الرؤية وذلك يحتم ضرورة أخذ كل هذه العوامل الهامة فى الحسبان.