راسم محمد الجمال
القاهرة: الدار المصرية اللبنانية، 2009، 192 صفحة
يقع كتاب العلاقات العامة الدولية والاتصال بين الثقافات فى تسعة فصول أحاطت بالموضوع من جميع جوانبه، يتناول الأول منها العلاقات العامة الدولية فى سياق العولمة من خلال أربعة موضوعات فرعية تبدأ باستعراض العلاقات العامة الدولية قبل عصر العولمة، ثم تحليل العوامل الاقتصادية والتكنولوجية والدولية التى زادت من أهميتها بعد ذلك، ثم وضعيتها فى عصر العولمة، وأخيرًا عرض لتعريفاتها، ونظرًا لأهمية بيئة الاتصال الذى تمارس فيه العلاقات العامة الدولية، والذى يتسم بالجدلية
يقع كتاب العلاقات العامة الدولية والاتصال بين الثقافات فى تسعة فصول أحاطت بالموضوع من جميع جوانبه، يتناول الأول منها العلاقات العامة الدولية فى سياق العولمة من خلال أربعة موضوعات فرعية تبدأ باستعراض العلاقات العامة الدولية قبل عصر العولمة، ثم تحليل العوامل الاقتصادية والتكنولوجية والدولية التى زادت من أهميتها بعد ذلك، ثم وضعيتها فى عصر العولمة، وأخيرًا عرض لتعريفاتها، ونظرًا لأهمية بيئة الاتصال الذى تمارس فيه العلاقات العامة الدولية، والذى يتسم بالجدلية، فقد جاء فى الفصل الثانى ليعالج هذه القضية باستعراض الرؤى الإيجابية والسلبية التى تتناول هذا الواقع، متبعًا ذلك بعرض رؤية نقدية لهذا الواقع وذلك ليبين الاتهامات المثارة حول إساءة استخدام العلاقات العامة فى البيئات الدولية والمحلية، حيث يوجد فى التراث العلمى لإدارة الأعمال أمثلة كثيرة لنماذج خادعة وماكرة تستخدمها المنظمات متعددة الجنسية للاحتفاظ بقوتها وسيطرتها على فروعها فى الدول الأخرى، منها إعادة تشكيل قواعد وقيم وسلوكيات العاملين بما يتماشى مع رغبات الدول المضيفة والمنظمة الأم، وتتبع هذه المنظمات ثقافة تنظيمية واحدة سواء فى المقر أو فى فروعها لبناء ثقافة تنظيمية متجانسة، وهو ما يشبه عمليات تسويق السلع عالميًا من خلال خلق أذواق وقيم استهلاكية متجانسة، فالعالم الذى يجرى بناؤه الآن لا يخدم سوى مصالح الدول الكبرى وشركاتها متعددة الجنسية، يصدق هذا على السلع كما يصدق على الأفكار والمعتقدات، حتى الأفلام والأغانى وأنماط الملبس.
ويشرح الفصل الثالث نظرية المبادئ العامة والتطبيقات الخاصة، وهى النظرية المعيارية المطروحة الآن للعلاقات العامة الدولية، والتى يجرى اختبارها فى عدد كبير من الدول، وهى نظرية تصف الطريقة التى يجب أن تمارس بها العلاقات العامة على المستوى الدولى أو الطريقة التى يجب أن تؤدى بها بعض أنشطتها، وهذه النظرية بالتحديد لم يتم تطبيقها أو اختبارها فى الدول العربية، ليعرض لنا المؤلف بعد ذلك الانتقادات الموجهة إلى هذه النظرية.
الفصل الرابع، يعتبر مكملاً للفصل الثالث، حيث يشرح فيه المؤلف التغيرات البيئية التى تؤثر على ممارسة العلاقات العامة الدولية فى مختلف الدول من حيث البنية الأساسية للدول المستهدفة بالعلاقات العامة، ونظامها السياسى، ونموها الاقتصادى والقانونى والجماعات والحركات النشطة فيها، والأخيرة هذه هى المجال الأهم والأكثر استجابة فى الدول النامية لإنشاء علاقات شراكة مع منظمات عالمية سلعية كانت أو فكرية، وتعتبر هذه الجماعات والحركات النشطة مع العاملين فى حقلى الإعلام والثقافة أكثر الفئات طموحًا للتعامل مع منظمات دولية حسب النظام العام فى بلدهم.
ويتناول الفصل الخامس العلاقات العامة الحكومية الدولية التى تمارسها الحكومات مع جماهير الدول الأخرى، والتى تعرف بالدبلوماسية العامة، ويبدأ الفصل بشرح مفهوم الدبلوماسية العامة وتعريفاتها، ويدرس بعد ذلك الصور الذهنية كمتغير فى العلاقات الدولية، ويركز بالذات على الدبلوماسية العامة الأمريكية الموجهة إلى الجماهير العربية بعد أحداث الحادى عشر من سبتمبر عام 2001، وإعلان الحرب على ما سمته الإدارة الأمريكية بالإرهاب، ويغوص هذا الفصل كثيرًا فى استراتيجيات الولايات المتحدة وتغيراتها بين كل من تشارلوت بيرز التى عينها كولن باول لتسويق مفهوم أمريكا للإرهاب وهى امرأة قادمة من عالم الوكالات الإعلانية، حيث كانت تتولى الدعاية للسيارات وشركات السجائر، وبين كارين هيوز التى كانت مهمتها تغيير الاستراتيجية من الحرب على الإرهاب باستراتيجية النضال العالمى ضد التطرف العنيف (بتعبير وزارة الخارجية الأمريكية).
وترتبط الفصول السادس والسابع والثامن ببعضها البعض، فهى تتناول الاتصال فى العلاقات العامة الدولية، ليختم المؤلف رحلته بالفصل التاسع الذى يناقش مدى فاعلية العلاقات العامة الدولية، فى تحقيق أهدافها والتأثير على الجماهير التى تتجه إليها وأخلاقيات ممارستها.